الخميس، 11 يوليو 2013

أظنها هاوية سحيقة في نهاية كومة الدولارات "الخليجية "

عبدالعزيز المجيدي



12مليار دولا ر ، تبدو كما لو كانت كلفة حرب تدفع إلى مصر مقدما !

 لا تحب السعودية وكل دول الخليج العربي ، سماع مفردة ثورات، ولا انتفاضات. هي تحب الشعوب وفقا لقوانين "بيت الطاعة " و آخر شيء يمكنها التفكير به ، دعم بلد يريد المضي قدما لتقرير طريقته في الحياة.
اقتحام المشهد المصري بهذه الطريقة من أنظمة هذه البلدان، ليس بريئا بالقطع ، ويبدوان ثمة حفرة في نهاية أكوام الدولارات الموعودة .

لا تقدم الرياض ولا ابوظبي، على خطوات كهذه، دون رضا واشنطن، بينما تتولى هذه الأخيرة التصرف حيال ما يجري في مصر بطريقة تبقي " الإخوان " على أمل باستعادة "اللبن المسكوب". هذه الطريقة تراهن على " غباء " الإخوان ، وإلا لما كنا سنسمع تلك التصريحات الخطيرة "للبلتاجي " عن هجمات سيناء، ولا قراءة سخيفة كتلك التي يوزعها احمد منصور مقدم البرامج الشهير في قناة الجزيرة .
لا اعتقد أن الملك عبدالله والشيخ خليفة يقفان الآن إلى جانب 30 يونيو، كفكرة تراهن على الناس في التغيير ومواجهة الحكومات، لكنهما يحبان بالتأكيد الاحتفاظ بالحكم إلى ما شاء الله لأسرتيهما، وهما يقلقان جدا من حركة ذات جذور راسخة في البلدين وكانت قد تمكنت من حكم أهم بلد عربي مؤثر،هو بمثابة القلب للمنطقة غير المستقرة.
بالإضافة إلى ذلك فإن بلدا يتجشأ 10 ملايين برميل نفط يوميا من احتياجات الأسواق العالمية ، كالسعودية، ومعه الدول الخمس الأخرى في منتجع الأغنياء ، لا يتمتعون مجتمعين بالاستقلال، غالبا، في مثل هذه القرارات الكبيرة والمؤثرة. الأرجح أن شيئا خطيرا يجري، تدبيره لمصر، ويدفع بالأوضاع إلى المزيد من المواجهات ، يراهن على حالة الاستقطاب في الشارع وحمق جماعة لا زالت تفضل الرعونة والمقامرة لمواجهة مأزق صنعته أخطاءها وخطاياها .
عندما قررت السعودية الدخول على خط سوريا، كان واضحا ان مسار "الثورة"السورية سينجرف وراء تيار يريد اختطاف حلم السوريين المسالمين، إلى نزاع داخلي ذو صبغة طائفية، و هو ما حدث بالفعل، ليغرق السوريين في الدم، وتدمر الدولة السورية، وتنتهي الحكاية بخارطة ممزقة، وطوائف متناحرة، على مائدة أقوياء لهم نهم لا يشبع .
تستطيع جماعة الإخوان توجيه ضربة فائقة للمشروع " الخليجي " بمراجعة أخطائها، والشروع في حوار مصالحة وطنية، يذهب بالبلاد مجددا إلى الانتخابات والصندوق. أما التلويح " بالجماعات المسلحة "في سيناء، ومواجهة الجيش المصري أو التفكير، بـ" جيش حر" آخر، فإنه سيبث المزيد من النشوة في عروق الخليجيين،  فما من شيء أفضل لهؤلاء من رؤية اكبر بلد عربي يترنح ، في انقسامات وحروب، تحقق أهداف سادتهم ، وتقدم مصر على طبق من ذهب الى عالم ، مدمن على الدم ومشاهد الفوضى التي تتيح له المزيد من النفوذ .
لا أظن الجيش المصري قادرا على العودة عن قرار التدخل لفض الانقسام، وحدها الجماعة تمتلك مفاتيح حل مشرف لمصر، مع حقها في شروط تفاوضية تنهي كل " مظالم "ما بعد 30 يونيو.
لا مصر ، ولا المنطقة تحتمل مشاهدة ملايين اللاجئين وعشرات الآلاف من القتلى ، لكن الخليجيين سيعثرون على المزيد من "المتع" فوق الأنقاض وتحتها!
لو فكروا بصورة مغايرة، سيحسب للإخوان هذه المرة إنهم ضربوا أروع الأمثلة في " إيثار "الأوطان على قتلها، وما من شيء يضاهي إحياء الناس جميعا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق