الاثنين، 22 ديسمبر 2014

ثورة "السيد" الشعبية !

عبدالعزيز المجيدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الثورة الشعبية " لصاحبها عبدالملك الحوثي، ترابط على اسوار صنعاء القديمة، مدججة بالسلاح.
لا تذهبوا بعيدا في إساءة الظن بـ" السيد" فميليشياته منهمكة في مهمة " وطنية " لمحاصرة وزارةالدفاع !
تتضارب المعلومات بشان الهدف، لكن المؤكد على الاقل من بين جملة دوافع، الحاق عشرات الآلاف من " اتباعه" في الجيش والامن. يفرض الحوثي سلطة أمر واقع، مستندا في تحركاته على عصبيات وروابط قبلية ومذهبية ، تمتد الى الجيش، وتلتهم اكثرمن 80% من قوامه على الاقل، بحسب ضابط متقاعد. يبدو الحوثي أكثر صراحة وصدقا في تقديم نفسه للناس من المريدين والدراويش السُذج، المتبتلين في محراب بندقيته " المقدسة".ان افضل من يتولى تفنيد مزاعم الحوثي عن " الثورة الشعبية " وفضحها، هو الحوثي نفسه!تريد " ثورة" عبدالملك إنهاء هذا الإختلال في تركيبة الجيش ودفع النسبة الى نهايتها، بحيث يصبح "جيشا خالصا لـ"وطن" عبدالملك وعصبته 100% !استكثر بعض الناعقين باسم الوحدة الوطنية، على ابناء المحافظات الجنوبية، المبعدين قسرا عن وظائفهم في الجيش والامن، الخروج للمطالبة بحقوق اصيلة وثابتة. وصموهم وقتها بالانفصاليين "المتآمرين" على الوطن! وكان وطنهم الذي يذودون عنه، سلطة صالح وعُصبته وأحلافه، وروابط بدائية يصطفون خلفها تكريسا لمنطق " السلطة حقنا ". سنوات من الظلم والقهر، كانت كفيلة بتحويل هؤلاء المضطهدين على يد "غزاة" الى قنابل بشرية، مع ذلك سلكوا سبلا مدنية راقية، ومازالت آلة القتل تفتك بهم حتى اللحظة. رغم كل ماقيل عن معالجات وقرارات، فلاشيئ تحقق على الأرض وهي " ليست اكثر من حبر على ورق" كما قال لي العميد ناصرالطويل عندما التقيته قبل ايام.الحوثي وجماعته خطط ونفذ، بمساعدة ايران، متحالفا مع من يعتقد أنه " "الرئيس الزيدي الأخير" لاسقاط العاصمة، وهو منهمك في مغامرة إجتياح المحافظات، كما لو كانت تركة سقطت من عمامة الحوثي الأب ! حتى وهو في أسوأ لحظات التردي والسقوط ، يضفي على أدائه مسوحا وطنية ويتحدث عن السيادة . لكن الزاعقين بالوطنية من ا"لاتباع" والحلفاء، يلقتمون حجرا.. ويسقطون كما " سيدهم ".ورث الحوثي منطق عجرفة سلطة صالح وعلي محسن، وهو يتحدث عن تفهمه لقضية الجنوبيين العادلة(!)، ولا يترك فرصة لالتقاط الأنفاس، قبل ان يفرض الحاق اتباعه في الجيش والأمن، الاجهزة التي يبدو انها ستُلحق بالحوثي لترديد الصرخة!ماتفعله هذه الجماعة نزوع طائفي، انفصالي "أصيل" يمشي على الأرض، يرسم الحدود الجغرافية، والعنصرية في كل التفاصيل .اليوم، "ثورة السيد الشعبية" معنية بهذه الأجندة فقط : حماية علي صالح، ووضع اليد على المؤسسات الحكومية وترتيب اوضاع ميليشيا "قائد المسيرة" في طريق السيطرة الكاملة على البلاد . في المقابل هي "تتفهم" القضية الجنوبية، وتقوم باستخدام المبعدين العسكريين من ابناء تعز، لتشكيل مجلس عسكري " لحماية الثورة ".ربما سيكتشف هؤلاء لاحقا، ان ارقامهم العسكرية باتت في حوزة عناصر الحوثي ، وانه بدلا، من اعادتهم الى وظائفهم، شغلها "السيد" وتحققت اهداف " الثورة الشعبية" . من يظن خلاف ذلك، فهو " عميل" وطائفئ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق