الأربعاء، 19 يونيو 2013

دعوة " لاستشهاد " القرضاوي والزنداني والمحطوري!

عبدالعزيز المجيدي 

لدينا فائض ممن يطلقون على أنفسهم " علماء ومشائخ ومرجعيات "، ولدينا فائض من الفتاوى المفصلة وفقا لرغبات ومصالح سياسية صرفة لا علاقة لها بالدين . مع ذلك دعونا نصدق هؤلاء بخصوص" فريضة الجهاد "، التجارة المزدهرة هذه الأيام على ضفتين تتنازعان الإسلام المفترى عليه، مقابل مطلب واحد فقط : هو أن يكون هؤلاء " الفقهاء" قدوة حقيقية في "رباطة الجأش والشجاعة" ولينفروا في مقدمة الصفوف، لنشاهد ملاحم " ورثة الأنبياء " على الأرض عيانا بيانا! 

من السهل على مشائخ كيوسف القرضاوي وعبد المجيد الزنداني وزيد المحطوري، ومفتي "الديار السعودية"، ومرجعيات " قم "، الدعوة "للجهاد" في سوريا أو اليمن أو أفغانستان أو حتى إيران، فهي لا تكلف أكثر من تصريح متلفز، أو اجتماع مجهز بأحدث تقنيات الترفيه والترويح عن النفس، فضلا عن كثير من المكاسب والحوافز غير المرئية.بعد كل فتوى خطيرة كهذه، لن يذهب هؤلاء إلى المعركة، التي يمهدون الطريق إليها بوعود أخروية زاخرة بـ"الحور العين" و" والولدان المخلدون " و"انهار الخمر واللبن"، بل سيذهبون إلى مخادعهم، مزهوين بكونهم، " يخدمون الإسلام" مفضلين، الاستغراق في " متاع دنيوي زائل وفان " عوض طلب " الشهادة" و الجنة!ليس هناك من هو أزهد من هم في هذا الجانب، وهم يحرصون كل الحرص، إتاحة هذه "الفرص الاستثنائية" للشباب والأتباع قليلي العقل والعلم، والعوام والبسطاء ومن خذلتهم الدنيا بقواصمها المعيشية والاقتصادية!. سيحكي هؤلاء " المشتغلين بالفتاوى " قصصا من التاريخ وحكايات السلف، عن الإخلاص والزهد الذي عاشه "علماء ومشائخ ومرجعيات" ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من اجل قناعاتهم الفكرية والدينية، ستسمع أفضل الطرق لرواية كيف كانوا يتقدمون الصفوف، حاملين السيوف مشاركين أتباعهم التضحية، كما فعل ابن تيمية مثلا، لكن أحدا منهم لا يريد أن يكون كذلك.أطلق الكثير من هؤلاء طوال عقود فتاوى حولت النزاعات المحلية في أفغانستان والعراق واليمن والجزائر ولبنان إلى طريق لعبور عشرات الآلاف من الشباب إلى " الجنة " وكانوا وحدهم دائما " الفرقة الناجية" من الشهادة!أنا ضد كل هذا الهراء الذي يتناثر على ضفاف من يطلقون على أنفسهم " السنة والشيعة " وضدا على دعوات الاقتتال لمجرد أن جماعة تريد الهيمنة على أخرى، لأنها تعتقد، واهمة، أنها تمثل صحيح الإسلام، أو لأن أخرى ترى في وجودها على رأس الحكم حقا دونه الهلاك، تحقيقا لوعد واصطفاء إلهي !!أنا مؤمن أن قيمة المواطنة، والإنصاف والعدل والتسامح هي مقصد الإسلام، وان الصراعات ذات الصبغة السياسية التي تقتاد الدين إلى ميدانها تصيبه في مقتل.لكن لماذا لا نختبر " إيمان " هؤلاء بما تقوله ألسنتهم عن هذا"الجهاد"؟سأكون أكثر إيمانا بصدقهم، حين أسمع أخبارا، عن مشاركتهم في معارك " الجهاد " الملتهبة في سوريا مثلا، وسأكون أكثر فرحا حين يبلغون " الشهادة "!. شخصيا،أتمنى أن يتحرك كل " العلماء والمرجعيات" المنخرطون في"شغلة" "الجهاد" المشتعلة في بلدان المسلمين " سنة وشيعة " إلى ميادين المعركة، ولتكن سوريا، مفتتح " المواجهة" على طريقة حزب الله. وسأدعو لهم من كل قلبي، أن يرزقوا " الشهادة " وأن يذهبوا جميعهم إلى " الجنة ". لا أعتقد أن هناك خدمة يسديها هؤلاء لدينهم وأمتهم أفضل من هذه!حينها فقط، أستطيع القول أنني كنت اكذب وأفتري عندما قلت في مطلع هذا المقال أنهم يتاجرون بالدين لأهواء سياسية، وسأنظر إليهم بتقدير أبدي، فليس هناك ما يجعلك تحترم أحدهم أكثر من مشاهدته يقدم روحه ثمنا لقناعاته، أو حتى " تجارته " وإن كان كل ما يفعله خطأ بواحا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق