الخميس، 6 يونيو 2013

كيف ألقيّ بصعدة إلى السلة الإيرانية ؟


عبد العزيز المجيدي

aziz.press7@gmail.com

لولا علي صالح وعلي محسن، ومعهما حزب الإصلاح، بمشاركة وصمت بعض أحزاب المشترك، لماكان هناك جماعة اسمها الحوثي، او على الأقل لن تكون بهذه الصورة المخيفة التي بدت عليها امس الأربعاء.

 لم تهطل جماعة الحوثي من سماء طهران، ولا جرفتها حوزات قم إلى اليمن ، بل إنها وليدة سياسة اعتمدت على تعميق الانقسامات وضرب اليمنيين ببعضهم، ونتجت عن غياب حامل سياسي لمشروع وطني للبلاد برمتها . وراء الصراع، بلا شك، دوافع سياسية ، لكن، ترك اليمنيين وعلى رأسهم الأحزاب، صعدة،  كميدان لمشاريع ضرب النار وإشعال الحروب ، ووسيلة لجلب المال، لـ"صالح" وعصابته، خلال ستة حروب، هو الخطأ الاستراتيجي، الذي قادنا الى هذه الحال.

سيقول كثيرون وما بيد هذه الأحزاب لتفعله، مع أن السؤال المفترض هو لماذا وجدت هذه الأحزاب أصلا ؟إذا لم يكن بوسعها ان تمنع حربا ومظالم جلبت الدمار وقادت إلى هذا الشرخ العميق ، فما هي وظيفتها إذا ؟ باستثناء محاولة للرجل طيب الذكر ، علي صالح عباد، أمين عام الحزب الاشتراكي وقتها، فإن أحدا من قيادات أحزاب المشترك لم يبادر إلى خطوة عملية ضد الحرب في نسختها الأولى. تبنى الرجل أول فعالية للاعتصام ضد الحرب في مقر الحزب الاشتراكي، وحاصرتها قوات الأمن وفرقتها . لم يتكرر هذا الموقف من حزب سياسي آخر، ولو جرى البناء عليه، لكان بمقدور اليمنيين إيقاف الحرب، ومنع صالح وعصابته من تحويلها إلى ملهاة للتسلية بدماء أبناء الوطن الواحد.
 لقد تركت الأحزاب وقياداتها الحروب تشتعل، وظل الصراع في صعدة شأنا حصريا يخص صالح والحوثي، لاحقا، فكانت الحرب تشتعل وتنطفئ بمكالمة هاتفية! . وراء أحزان هذا البلد ومتاعبه دائما، حسابات ضيقة لجماعات سياسية موغلة في الأنانية وعلى رأسها قيادات غارقة حتى أذنيها في الإخفاق والخذلان . ما يحدث في صعدة ومثله ما يحدث في الجنوب، هو نتاج أداء سياسيين وجماعات لم تفكر يوما بمآلات بلد متشظي، وكانت غارقة في حساباتها الخاصة .لا يشعر السياسيون وقادة الأحزاب بفداحة ماصنعوا طيلة وجودهم على رأس هذا البلد، ومعهم كل الحق، فلم أشاهد أو أسمع أحدا يقول لهم، خصوصا في أحزابهم  : لقد كنتم سببا رئيسيا في صناعة ما نعيشه اليوم أو مشاركون فيه، وعليكم ان تخجلوا قليلا وتتواروا عن الأنظار بهدوء .أنا على يقين تماما انه كان بوسعنا تدارك صعدة لو تحلينا بانتماء حقيقي وصادق لهذا البلد. إلى الحرب الأولى، كانت المسافة بين طهران وصعدة ربما أبعد مماهي على الجغرافية في الحقيقة بكثير ، لكن ستة حروب، كانت كفيلة بإلقائها في السلة الإيرانية بسهولة، وحولت الحوثي من أسرة بسيطة محدودة التأثير الى جماعة لا يبدو انها ستكتفي بالبقاء عند حدود صعدة، وغدت تعمل تحت لافتة مذهبية صارخة، مستقطبة المزيد من الأنصار  والأتباع. كما نفعل حيال قضايا كثيرة سنبكي على اللبن المسكوب ، وسنستمر بالسماح لنفس الأشخاص بالتحكم بمسار هذا البلد وتحولاته الخطيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق