السبت، 1 ديسمبر 2012

نفخر بأقدامكم، عندما نبصق في الرؤوس !


عبدالعزيز المجيدي

aziz.press7@gmail.com

وسط كومة المتاعب هذه، أمكن لمحافظة تعز أن تعرف شيئا من البهجة  والفرح، عفوي وصادق ومدفوع بالعشق .  وقد كان بمثابة فرح إجباري لم يكن أمام تعز من سبيل سوى أن تطلق لروحها العنان وتغرق في لجة الكأس . كأس رئيس الجمهورية التي كافحت عديد فرق رياضية لمعانقتها، فانتهت الأسبوع الفائت بين أقدام لاعبي قطبي كرة القدم الأعرق في تعز : الأهلي  والطليعة .

ابتسم الحظ كثيرا  للأهلي، وعانق أول كأس بطولة  للرئيس الجديد هادي،  لكأن تعز تحصد بعضا من كفاحها في الثورة الشبابية .  لكن الأهم هو أن الفريق العريق الذي خاصمته البطولة منذ نحو ربع قرن، عاد، مع الطليعة، جاره  الودود من صنعاء ، يزفان، البطولة ، لمحافظة هي أكثر ما تكون حاجة الآن إلى هكذا انجاز ليعرف الناس أن  رؤوس الساسة  حين تعجز عن صناعة الفرح، تفعلها الأقدام !الرياضة  شكل آخر من الصراع  والتنافس،  لكنه من ذلك النوع الشريف، الخلاق، الذي يكرس السلام والتسامح ويحث على الإنجاز .  رياضة كرة القدم أكثر الألعاب المحببة إلى قلبي، وقد شغفت بها في مرحلة باكرة من العمر، وخلال السنوات العشر الأخيرة، أخذ هذا الاهتمام بالضمور، إلى أن أصبح ، مقتصرا على المنافسات القارية والدولية  مع انصراف شبه تام عن كل ما هو محلي . القرف في هذا البلد يسلبنا أفضل ما يمكننا أن نصنعه، وبدلا من مشاهدة منافسات رياضية، التهمت أعمارنا "مباريات"  من نوع آخر ، أبطالها ساسة مفلسون، وبلا مهارات، اغرقوا البلاد في البؤس والتعاسة.
 لاعبو كرة القدم، يركضون خلف كتلة مدورة من الجلد، ويتسابقون من اجل ركلها إلى اقرب نقطة من " الهدف" . إنها رياضة مسلية ومشوقة تجلب المتعة، وتشعرك كيف أن العطاء على الأرض والميدان يقودك إلى منصات التتويج. خلافا لذلك، يلعب الساسة  في هذا البلد بروؤس الجماهير، ويوسعونها ركلا، وهدفهم الوحيد أن لا تغادر أقدامهم . إنها لعبتهم المفضلة ، حيث يلقون بالجميع بعد فراغهم إلى اقرب حفرة في الجحيم .تستحق تعز أن تفرح بلا منغصات، فأنا اكتب ألآن بينما ترد الأخبار عن حوادث واشتباكات  دموية، مؤسفة تديرها الرؤوس الفارغة، ويستحق الأهلي  هذا الاحتفاء  الذي يجب أن يغمر أبناء النادي، ومن حقهم أن يلمسوا بأن الانجاز يحظى بالتقدير والاحترام، والرعاية للاعبين . هي مناسبة لأن تتذكر وزارة الشباب والرياضة والحكومة أن هناك مشروعا متعثرا في تعز  منذ 12 عاما، اسمه المدينة الرياضية ، وان محافظة مكتظة، بالقدرات الشابة في مختلف الأنشطة، تستحق أكثر من التقاط الوزير صورة تذكارية مع الكأس. كل التهنئة لتعز والمحافظ بأول كأس منذ انتفاضة الشباب، وهي تهنئة خاصة لجماهير أهلي تعز ولإدارته بقيادة الزميل العزيز فكري قاسم . هذا الفوز يضاعف المسؤولية على الفريق والإدارة، ولكي تكتمل الفرحة أظن أن جمهورا عريضا ينتظر من الأهلي العودة  إلى معترك الكبار  في الدوري الممتاز.  لطاقم الفريق : إننا نفخر بأقدامكم،  ونبصق في الرؤوس الفارغة  للصراع الأبله الذي يريد  أن يسرق من تعز فرحتها.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق