الأحد، 14 ديسمبر 2014

بلد عالق في طور الخليقة الأول !

عبدالعزيز المجيدي

ــــــــــــــــــــــــــــــ

على اليمنيين ان يختاروا بين طريقين ولكل ثمن : 

النضال من اجل بناء دولة لم تقم على الأرض يوما، وأول الخطوات، تكوين جيش وطني، أو القبول بهذه الحالة المسخ، الممتدة من لحظة الإذعان لسلطة الامتيازات والغلبة، وترسيم الحدود، بين عسكري الدولة المفترضة، و"دولة" القبيلي القائمة على الأرض! 

الحوثي الآن، ليس سوى التجلي الأوضح للحالة التي كانت سائدة خلال العهود السابقة منذ سبتمبر 62، والنتيجة الحتمية لحقبة صالح وحلفائه. 
وُئِدت محاولات بناء جيش وطني في المهد، وكانت بنية الجيش بعد تصفية 68م تعكس طبيعة التسويات في تركيبة السلطة ومراكز النفوذ القبلي. 

شارك زعماء القبائل القوية في امتيازات وعوائد السلطة، وفي عهد صالح كان لهم حصة في جيش بني على اساس عشائري وقبلي وولاءات شخصية، بينما حافظوا على سلطة موازية في مناطقهم، من خلال " الجيش البراني "، لانتزاع المزيد من المنافع وتهديد العاصمة.

 بقدر ماكنت هذه القوة العتيدة، اداة لتحقيق مصالح زعماء القبائل، كانت ايضا بمثابة خزان مقاتلين احتياطي لتحالف السلطة، تستنفر لمواجهة المناهضين لحكم "العُصَبة المتغلبة".

 ما الذي تغير في المعادلة، اللُُعبة ؟

 نفس الادوات التي كانت تستخدم لانتزاع مصالح "الشيخ " انتقلت من قيادة " زعيم القبيلة " الى عُهدة " السيد". 

هم ذاتهم، المقاتلين الذين كانوا سلاحا بيد الشيخ وشاركوا في حروب " العُصبة " في صعدة ، اغراهم السيد بخطاب الإستعلاء نفسه والغنيمة، لاقتحام عمران واسقاط صنعاء . 

لا شيئ تغير، باستثناء أن الحالة المشوهة، لجيش بني على اسس غير صحيحة، عبرت عن نفسها بصورة اوضح مع التعديل الطارئ في خارطة تركيبة الحكم بعد انتفاضة فبراير 2011 .

حجم الدراما والاكشن فقط، التهم ثلثي القصة، لبلد أمضى 52 عاما في الوهم، ليتأكد لاحقا، انه مازال عالقا عند الطور الاول للخليقة! 

جذر التحول لإنها ء هذه الملهاة المستعصية: جيش وطني واجهزة امنية احترافية، لا كشوفات تشغيل عطالة، ولاؤها الأوحد لليمن الدولة.

تلك هي اللبنة الاساسية لبناء دولة متعثرة، ولم تقم . 

هذه مهمة وجودية لليمنيين " الشعب " وعليهم ابتكار طرائقهم لإنتاج هذا الخلاص بدلا من انتظار مخلّص لن يأتي.

 الانتقال الى مرحلة تالية من التسويات دون انجاز هذه المهمة الجوهرية، ليس سوى ركضا داخل ذات الدوامة، وعند كل منعطف، سيكتشف اليمني، أن بلده الوحيد مازال عالقا عند ذات النقطة : لم يصبح دولة بعد وفي عهدة احد الاثنين: سيد " المصطفى"، أو شيخ ديوان، بدم أزرق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق